الجمعة العظيمة، أو “جمعة الآلام”، هي واحدة من أعظم وأقدس الأيام في السنة المسيحية، حيث يتأمل فيها المؤمنون ذكرى صلب السيد المسيح عليه السلام وموته على الصليب فداءً عن خطايا البشرية.
يُحيي المسيحيون في مختلف أنحاء العالم هذا اليوم بالتقوى والصلاة، ويُعرف بطقوسه المميزة التي تتسم بالخشوع والصمت والتأمل في آلام المسيح وتضحيته الكبرى. تُقام الصلوات الجنائزية، وتُغطى المذابح بالسواد، وتُطفأ الشموع تعبيرًا عن الحزن العميق.
رغم الألم الذي يحمله هذا اليوم في الذاكرة المسيحية، فإنه يُعد أيضًا رمزًا عظيمًا للرجاء والخلاص. فالجمعة العظيمة لا تُفهم بمعزل عن القيامة، التي تأتي بعدها بثلاثة أيام، في أحد الفصح المجيد، لتُعلن انتصار الحياة على الموت، والنور على الظلمة.
في الشرق والغرب، تختلف الطقوس والتقاليد، لكن المعنى واحد: تذكار المحبة التي تجلت بأسمى صورها على خشبة الصليب.
الجمعة العظيمة ليست مجرد ذكرى حزينة، بل هي محطة للتأمل والتجديد الروحي. إنها دعوة للعودة إلى جوهر الإيمان، والتفكر في معنى التضحية، والمغفرة، والمحبة التي لا تعرف حدودًا.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.